
ها انتم تدعون للميت ان يؤنس الله وحدته في قبره، وتتركون الحي يموت ببطء في وحدته
فما دينكم؟
ما الدين الذي تتبعونه، تقرأون وترددون وتحفظون الكلمات. ومن ثم تديرون ظهوركم على من احببتم واحبكم. ما دينكم، تتركون اصدقائكم واقاربكم في معاناة مستمرة مع مشقات الحياة. وثم ترددون بعض الكلمات في محاولة ان تطهروا انفسكم من قذارة نفاقكم. ما دينكم،تسخرون من الناس بقصد المزاح، ولا ترون بانكم تجرحونهم
ما دينكم، تأخذون قلوبا ضعيفة، تشوهونها،تغيرون معالمها، تردونها وكأن شيئا لم يكن. وتعودون لآياتكم تكفيرا عن ذنوبكم، ويعمي النفاق ارواحكم فترون انفسكم من الاخيار والصالحين.
ما دينكم، تتكلمون في الايمان والطهارة، وحين يأتيكم جاهل طالبا العلم بكتابكم، تردونه بسخرية وبتسخيف.
ما دينكم، تغطون رؤوسكم، وتعرون أرواحا من نقائها وقلوبا من صفائها.
ما دينكم تهزؤون بكل انسان ، فقط لاختلافه عنكم. فمن انتم؟
من انتم حتى توضعوا معيارا على ميزان المقياس والمقارنة؟
ما دينكم الذي يجعل منكم كاذبين ومنافقين، تشوهون الحقائق البسيطة، تجملون واقعا مريرا، وتغطون على تفاصيل، بحجة “الطيبة”، وعدم جرح الاخرين، تاركين آثار اكاذيبكم البيضاء على طريق السواد والظلمات والشكوك.
نفاق. هذا نفاقكم. في دينكم الذي اخترتموه وحكتموه على مقياس نقصكم. ودينكم ليس من ديننا. ولا من دين المتدينين.
دينكم كلمات ترددونها، ديننا افعالنا. دينكم اخطاء انانية، ديننا اخطاء من عطاء مفرط.
دينكم صلوات ودعوات بالمغفرة لميت ، ديننا سؤال يومي عن احوال الاحياء.
امواتنا بحاجة الينا ، دائما ، كي نستحضر وجودهم، وندعي لهم بالسلام والسكون. ولكن احياءنا بحاجة الينا قبل ذلك بكثير. نحن لا زلنا احياء! ولا زال لديكم بعض من الوقت قبل ان تدعوا لنا بالمغفرة، فقبل ان تصلوا وتدعوا وتتنسكوا بكتبكم. اسألوا عن احوالنا، نحن الاحياء ، اللذين آنستنا وحشتنا. وقبل ان تدعوا الله ان يرحمنا، ارحمونا انتم ، وقبل ان تتدينوا بإلقاء صلواتكم، اجعلوا من افعالكم رسالة صلاة يتردد صداها في الأثير.
اترككم مع صورة من مغيب المدينة البشعة التي لا تعرف دينا ولا صلاة